يا أيها الإنسان لقد ولدت حراً أبيا فلا تجعل نفسك أسير الدنيا المفنية
ولا تغرك بمتاعها وتحسب نفسك قوياً فالذي خلقك هو أقوى من أيِ بشريا
وإذا كنتَ تحسبُ نفسكَ فقيراً فتذكر أنك أغنى بالنسبةِ لبعضِ الإنسية
ولتكن صبوراً لعلكَ تفلحُ و تصبحُ عند ربكَ بالحسناتِ غنيا
فالصبرُ مفتاحُ الفرجِ فإتخذه سلاحاً لك و تمسك به فتصبحُ قويا
ولا تنظر الى رزقةِ أخيكَ المؤمنِ ولترضى بما رزقكَ بهِ العليا
فلكل شيئ رزقه بهذه الدنيا قبل أن يخلق فلا تكون طماعا و عصيا
وإذا كنتَ تعتقدُ أن الله تارِكَكَ فتذكَر أنهُ لا ينسى عبدهُ مهما كان شقيا
فكيف تخافُ الفقرَ والله رازقا ؟؟ فإستغفرهُ إن كنت تقيا
فلا تكن ضعيفَ الإيمانِ وإذكر ربُكَ صُبحا وعَشيا
فبالذكرِ تتقربُ منهُ ويزيدُ إيمانُكَ وتُصبحُ بالأخرة غنيا
ولا تقلق لدنياك كثيراً بل إسعى لاخِرَتِكَ قبل أن تُصبحَ منسيا
فكم من مؤمنٍ سعى للدنيا وأحبها وبالاخرةِ مات مِيتَةَ الجاهلية
ولا تدع الغرورَ والطمعَ يعميكَ فتصبحُ نفسُكَ دنِييا
يا أيُها العبدُ تزود للاخرةِ فيمكن بعد قليل أن توافيكَ المنية
فلا أحد يعلم وقتَ موته فلتكن مستعداً لملاقاةِ خالقكَ بوجهٍ بهيا
فعندها لا ينفعُ المالَ ولا المَنصِبَ ولاالأُمَّ ولا الأُبَّ ولا صبيا
فلا تشغل نفسك وبالك بشيئ قدره لك الله وكان مقضيا
فلترضى بما أعطاك أياه ولتحمده على هذه النعمة السوية
بقلم محمد غنيم